لم تخل الحركة الطلابية (الكويتية) خلال مسيرتها الطويلة والتي تجاوزت الثلاثين عاما من الصعوبات أو مواجهة العقبات التي حاولت الحد من المد السريع للحركة الطلابية والتي وصلت الى مرحلة التأثير على المجتمع الخارجي (يقصد المجتمع خارج نطاق المجتمع الطلابي .
ومن هنا وجب علينا التوقف أمام بعض من هذه العقبات والتي يمكن تقسيمها الى قسمين : عقبات خارجية ونقصد بها محاولات من خارج الاتحاد (الوطني لطلبة الكويت) لضرب الحركة الطلابية ، وعقبات داخلية وهي عقبات أوجدها الاتحاد لضرب الحركة الطلابية !!
وُلد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بتاريخ 24 ديسمبر 1964 ، وكانت ولادته بين أحضان المد القومي العارم الذي كان سائدا إبّان تلك الفترة حيث كان لقوة هذه الولادة أن جاءت المحاولات لضربه ، ففي عام 1967 أي بعد عام واحد من افتتاح جامعة الكويت ، طرحت الإدارة الجامعية مشروع ” اتحاد الجامعة ” كهيئة طلابية تخضع مباشرة لها في محاولة منها للحد من الاتحاد الوطني .
وتطور هذا الأمر عام 1969 عندما امتنعت إدارة الجامعة عن فتح مسرح الجامعة للاتحاد ليقيم جمعيته العمومية وإجراء الانتخابات وصولا الى مداهمتها لمقر الاتحاد في يناير 1970 رافضة مطالب الاتحاد للحصول على مقر جديد مهددة باللجوء الى تأديب الطلبة من خلال مجلس تأديبي !!
الحقيقة المرة التي نريد الوصول إليها هي استمرار المحاولات لعرقلة مسيرة الاتحاد خصوصا إذا ما علمنا ارتفاع حدة مواجهاته مع إدارة الجامعة في مطالبه العادلة لحقوق الطلبة .
وفي عام 1977 ابتدعت الإدارة الجامعية سلاحا خطيرا لتحجيم الاتحاد الوطني ، وكان هذا السلاح عبارة عن ” لائحة السلوك الطلابي ” حيث حاولت إدارة الجامعة من خلالها فرض وصايتها وسيطرتها على الاتحاد ، فأقام الاتحاد ندوة خاصة لهذه اللائحة أسقطت على أثرها .
وفي عام 1978 تم تجميد الاتحاد الوطني بقرار من الإدارة الجامعية التي خرجت عن اختصاصها الرئيسي لما هو أبعد من ذلك ، فوجدت القوى الحزبية ضالتها في هذا القرار وأجهزت بدورها على القوى الوطنية ووصلت الى سدة الاتحاد معلنين عهدا جديدا ومغايرا لسابقه ، فمع وصول القوى الحزبية الى القيادة خرج الاتحاد الوطني من وظيفته الأساسية وأهدافه الرئيسية التي أنشئ من أجلها مما أفرز أسلوبا جديدا في استخدام الاتحاد ، فالمشاكل والقضايا الطلابية ازدادت في ظل تهاون قيادة الاتحاد الجديدة للدفاع عن حقوق الطلبة وتهاونها مع إدارة الجامعة ، فأصبح هو المدافع عن أطروحاتها للإضرار بالحركة الطلابية . وخصوصا عندما بصم الاتحاد الحزبي على لائحة النظام الجامعي التي رفضتها القيادة الوطنية كما أشرنا سابقا حيث طالب الاتحاد الحزبي في مؤتمره العاشر عام 1984 والذي عقد في الذكرى العشرين لتأسيس الاتحاد تحت شعار ” نحو دور طلابي فعال ” طالب تحت بند القرارات الطلابية مجلس الجامعة بضرورة تبني مشروع لائحة النظام الجامعي .
ويستمر هذا المنوال الى أن نأتي الى المؤتمر الرابع عشر ” 1993 ” الذي أصدر قرارا يمنع القوائم الطلابية من إصدار نشراتها وإبداء آرائها حول مختلف القضايا .
ومن هنا نجد الفرق الواضح بين قيادة وطنية قادت الاتحاد وحاربت من أجل الحركة الطلابية ، وقيادة حزبية تقود الاتحاد وحاربت الحركة الطلابية لتبقى هي في القيادة .
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت نرى أنه من اللازم الوقوف وقفة جادة نحو تصحيح مسيرة الحركة الطلابية بكافة توجهاتها حتى تسترجع حركتنا قوتها وهويتها التي فقد منذ زمن بعيد .
جريدة السياسة الكويتية