في نقد المؤسسة الطلابية

من أكثر الأمور التي تطرح في الساحة الطلابية أن نقد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت معناه ضرب الاتحاد ومهاجمته للقضاء عليه ، ولعل الفكرة تولدت لدى الكثيرين سواء من أعضاء الاتحاد أو المؤيدين له أو حتى من بعض القوائم الطلابية وهي بالطبع فكرة خاطئة . فعندما نتحدث أو نكتب عن أمر ما ، فإن ما يهمنا هو تقويم وتصحيح وعرض الحقائق والأخطاء التي على اتحاد الطلية تجاوزها .. فنحن نختلف مع قيادة الاتحاد لأننا مؤمنون تماما بأن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت هو لعموم الطلبة وليس لفئة محدودة خصوصا كما هو حاصل الآن .

فالاتحاد من خلال تحركاته وأهدافه نجد أنه يخدم فئتين : الأولى فئة القيادة ونقصد بها المحاولة لبقاء القيادة أو فكرها بحيث يكون هو المسيطر على أهداف وتحركات الاتحاد .

أما الفئة الأخرى فهي فئة المؤيدين ، ونقصد بها القيام بأنشطة وخدمات بما يتفق مع فكر المؤيدين والذين هم بطبيعة الحال ينتمون للفئة الأولى .. فتعمل الفئة الثانية لبقاء الفئة الأولى .. وهذا بخلاف تحركات الاتحاد لجهات خارجية معروفة .

إن القضية لا تحتاج الى إسهاب وإطالة في هذا المجال لأن الأمر واضح كالشمس ولا يحتاج الى تأويل أو تفسير .. والقضية محور الخلاف هي الفكر والتوجه ، فالاتحاد يقوده فكر وتوجه جماعة الإخوان المسلمين  والذي عُرف عنه التلون لفرض نفسه على الجميع حتى لو استخدم وسائل غير مشروعة ، فهل يمكن هنا أن نطلق على اتحادنا بقيادته بأنه ” ذو توجه اسلامي ” ؟ الإجابة بالطبع لا .. لأن الإسلام كل واحد لا يتجزأ ولا نستطيع إهمال أية جزئية منه ، حيث أن قيادة الاتحاد من خلال فكرها ومعتقداتها أخذت فقط ما تحتاجه لبسط نفوذها وتقويته دون الاهتمام بما يحقق البقاء الأفضل .. ولهذا فإن بقاء فكر وتوجه واحد من خلال قياداته طيلة فترة سبعة عشرة عاما  لا يرجع الفضل اليه الى انجازات إن كانت هناك بالفعل انجازات وأعمال ، وإنما يرجع الى أنها عرفت كيف تتعامل مع الإسلام بشكل يحقق طموحاتها ويرضي شهواتها .

فالوقوف ضد الفكر أو التوجه ليس عيبا أو محاولة لضرب الاتحاد ، وإنما هو البداية الصحيحة لتعديل وضع خاطئ استمر طويلا .

جريدة السياسة الكويتية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.