نعم حركة طلابية سياسية

تعتبر الحركة الطلابية في أي مكان في العالم من أهم الركائز الأساسية لبناء المجتمعات لما تمتلكه من القدرة على العمل والتأثير . ولذلك نرى أن جميع التيارات السياسية تسعى للسيطرة عليها حتى تتبنى هذه الحركة توجهات هذه التيارات .

فلو رجعنا بالزمن الى الوراء الى بدايات نشوء الحركة الطلابية الكويتية نجد أن بروزها لم يأت لمطالب طلابية وإنما جاء لمطالب سياسية ، كما كانت الحركة في تلك الفترة في طليعة المجتمع للدفاع عن مصالحه ، وليس أدل من ذلك عندما قامت المسيرات الحاشدة والتي نظمها الطلبة ضد مطالب العراق في الكويت في العام 1961 وهذا كمثال بسيط ، الى أن نصل الى عام 1964 ودور حركة القوميين العرب في تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت .

الحقيقة أن تبعية الحركة الطلابية للتيارات السياسية ليست عيبا بحد ذاته ، وإنما العيب يكمن في إخفاء هذه العلاقة واعتبار أن مجرد طرحها هو من المحرمات التي يجب الابتعاد عنها .

فالمجتمع الطلابي عبارة عن مجتمع مصغر لمجتمع خارجي كبير بكافة توجهاته وأفكاره وأن ما يدور في المجتمع الخارجي هو ما يدور في المجتمع الطلابي الصغير ، وما المواقف التي تتبناها الحركة الطلابية ما هي الا مواقف تبنتها تيارات سياسية . فالصراع بين أطراف الحركة الطلابية متمثلة بالاتحاد الوطني والقوائم الطلابية ما هو الا انعكاس طبيعي لصراعات التيارات السياسية ، وهذه الصراعات دائما ما تبرز وتكون أثناء الممارسة الديمقراطية لما توفره من أجواء للحرية ، فأصبحت الحركة الطلابية بذلك رافدا من روافد الديمقراطية بحيث تتأثر بالمؤثرات الخارجية ، فلذلك لا نستغرب أن يكون قياديو الحركة الطلابية هو ذو توجه سياسي أكثر منه طلابي .

لقد كان للحركة الطلابية ـ ومازال ـ دورها الفعال والمهم داخل المجتمع في تعزيز مفهومي الوطنية والديمقراطية من خلال رفضها محاولات ضربها ويتجسد ذلك جليا في وقوفها مع قضايا الوطن والدفاع عن مصالحه .

وفي الختام ، إن التفاعل مع الحركة الطلابية والدفع بها الى الأمام لإبرازها على كافة المستويات والأصعدة وتوفير الاحترام الكامل والتقدير لدورها في شتى المجالات لأن ذلك هو الأساس الذي ينبغي أن نعمل من أجله .

جريدة آفاق (جامعة الكويت)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.